ما هي أجزاء الدماغ؟ إنّ الدماغ البشريّ أحد الأعضاء أكثر تعقيدا لجسمنا. إنه مؤلّف من أجزاء مختلفة أو تراكب تقوم بأعمال دماغيّة وتعمل تنسيقاً وحدةً من خلال آلاف الاتّصالات التي تضع بينها وبسائر الجسم. فيما يلي، نقدّمك صفة تركيب الدماغ، الأجزاء المختلفة للدماغ البشريّ ووظائفه.
أجزاء الدماغ. تشريح الدماغ
أدخل التمارين الطبّيّة للتقييم الدماغيّ
نبّه أجزاء الدماغ المختلفة
إنه يساعد على تقويية التركيب الدماغي المتضمّن في المهارات الإدراكيّة الرائسيّة. حاولْ!
تركيب الدماغ
إنّ الدماغ البشري جزء من الجهاز العصبي المركزي. يقسم الجهاز العصبي المركزي بين: المخ والنخاع الشوكي.
- المخّهو الجزء المركزيّ للجهاز العصبيّ المركزيّ، وهو محويّ ومحميّ داخل الجمجمة.
- النخاع الشوكيكحبل طويل أبيض يقع في العمود الفقريّ ويصل المخّ بسائر الجسم. إنه يعمل كطريق سيّار المعلومات بين المخّ والجسم، وهوينقل جميع المعلومات المتلقية بالدماغ لسائر الجسم.
وبالتالي الدماغ والمخ ليسا نفس الشيء. لمعرفة ما هو المخ والدماغ، علين أن نعرف تقسيم التطوّر البدائي للجهاز العصبي المركزي. خلال التطوّر, يقسم مخ الإنسان بين ثلاثة أدمغةمختلفة بحسب مستوى التطوّر: الدماغ الخلفي، الدماغ المتوسط والدماغ الأمامي.
الدماغ الخلفي أو الدماغ المؤخّر: إنه التركيب الأقدم وأقلّ تطوّرا، موجود في كلّ الفقريات. تركيب وتنظيم الدماغ الخلفي هو الأبسط. إنه مسؤول عن تنظيم الأعمال الأساسيّة للبقاء ومراقبة الحركة. الجرح في هذه التراكيب من الممكن أن يؤدّي إلى الموت أو عجز خطر. يقع الدماغ الخلفيّ في الجزء الأعلى للنخاع وهو مؤلّف من تراكيب مختلفة:
- البصلة السيسائيّة: يتحوّل هذا التركيب إلى العمود الفقري. يساعد في مراقبة الوظائف الآليّة، مثل التنفّس، الضغط الدمويّ، ضربات القلب، الإنهضام، إلخ.
- الجسر أو جسر فارول: إنه جزء الجذع الدماغي الذي يقع بين البصلة السيسائيّة والدماغ المتوسّط. يعمل في اتّصال النخاع والبصلة السيسائيّة بالتراكب العليا لنصفي قشرة الدماغ بالمخيخ. إنّه متضمّن في مراقبة أعمال الجسم الآليّة وله دور مهمّ في مستويات التنبيه والوعي، وفي تنظيم النوم.
- المخيخ: يقع تحت الدماغ وهو ثاني أكبر تركيب الدماغ. يتضمّن المخيخ جميع المعلومات المتلقية من القنوات الحسيّة والمحرّكة للدماغ، فعمله الرائسيّ هو مراقبة الحركة. يساعد أيضاً على مراقبة وِضعة الجسم والتوازن، كما يسمح للناس تعلّم الحركة، المشى، ركوب الدرّاجة... تؤدّي الأضرار في هذا التركيب إلى مشاكل الحركة، التنسيق والمراقبة الوضعيّة، كما تؤدّي إلى عجز العمليات الإدراكيّة العليا التي يتصل المخيخ بها.
الدماغ المتوسّط: إنه الجزء الذي يصل الدماغ الخلفي بالدماغ الأماميّ، وهو ينقل المنبّه المحرّك والحسيّ. عمله الصحيح ضروريّ للوعي. يؤدّي الجرح في هذا جزء الدماغ إلى اضطرابات الحركة، مثل الرجفات، صلابة الجسم، حركات نادرة...
الدماغ الأماميّ أو الدماغ المقدّم: إنه تركيب الدماغ أكثر تطوّرا وتنظيمه وتعقّده أعلى. لديه جزآن:
- الدماغ البيني:في داخل الدماغ. إنه مؤلّف تراكيب مهمّة، مثل الثلاموس و الهيبوثالامس.
- الثلاموس: إنه كمحطّة النقل للدماغ، فينقل معظم الإشارات الحسيّة المتلقية (الإشارة البصريّة، السمعيّة واللمسيّة) ويسمح عمليّتها في أجزاء الدماغ الأخرى. إنه متضمّن أيضا في مراقبة الحركة.
- الهيبوثالامس: إنه غدّة تقع في الجزء الوسطيّ لجذر الدماغ وهو مهمّ جدّا لتنظيم الشعور والأعمال البدنيّة الأخرى، مثل الجوع، العطش والنوم.
- الدماغ الانتهائيّ أو المخّ: المعروف بالدماغ، يحتوي على جميع الجذع الدماغيّ (مادّة رماديّة رفيعة متجعّدة بشكل ثني)، والحصين والعقد القاعديّة.
تشريح الدماغ وأعماله
وبدوره، هناك في الدماغ مناطق مختلفة. إنّ أجزاء الدماغ المختلفة ووظائفها الأساسية هي:
العقد القاعديّة:إنها تراكيب عصبيّة تحت القشرة وعمله ابتداء وتضمّن الحركة. تتلقّى المعلومات من القشرة الدماغيّة والجذع الدماغي، تعالجها وتنقلها إلى القشرة، النخاع والجذع لتسمح تنسيق الحركة. إنها مؤلّفة من تراكيب مختلفة:
- النواة الذنبية، نواة بشكل C متضمّنة في مراقبة الحركة الإراديّة وفي عمليّات التعلّم والذاكرة.
- البَطامة
- الكرة الشاحبة
- اللوزة الدماغيّة، دورها أساسيّ في الشعور، لا سيما الخوف. تساعد اللوزة الدماغيّة على تحزين وتصنيف الذكريات المليئة بالشعور.
الحصين:إنه تركيب صغير تحت القشرة بشكل حصان البحر ودوره مهمّ جدّا لتكوين الذاكرة (Kosslyn, 1994)، إمّا لتصنيف المعلومات أو في الذاكرة طويلة المدى.
القشرة الدماغيّة: إنّها مادّة رماديّة رفيعة تطوي على نفسها مشكّلا عجرات تسمّى التلافيف التي تميّز الدماغ. إن التلافيف محدّدة بانخفضات أو الأتلام الدماغيّة، وإذا كانت هذه الأتلام عميقة، سمّيت شقوق. تنقسم القشرة الدماغيّة إلى نصفين، اليمين واليسار، وهما مقسومان بالشقّ المركزيّ ومتّصلان بتركيت اسمه الجسم الجاسئ، الذي يسمح نقل المعلومات بينهما. يراقب كلّ نصف جانب الجسم، لكنّ المراقة معكوسة: يراقب النصف اليسير الجانب اليمين، ويراقب النصف النمين الجانب اليسير. يسمّى هذا الظاهرة مركزة الدماغ الحركيّة.
كلّ نصف مقسوم بأربعة فصوص: هذه الفصوص محدّدة بأربعة تلافيف دماغيّة (تلافيف الفص الجبهي أو تلفييف رولاندو، تلافيف الفص الجداري أو تلفيف سيلبيو، تلافيف الفص الصدغي وتلافيف الفص القفائيّ):
- الفص الجبهي:هو الفص الأكبر من القشرة. يقع في الجزء الأماميّ، خلف الجبهة، ويتّسع من الجزء الأماميّ إلى تلفييف رولاندو. إنّه مركزة القيادة والمراقبة لدماغك، "مدير الجوفة الكبير". يتعلّق بالوظائف التنفيذية (Miller, 2000; Miller & Cohen, 2001) وهو متضمّن في التخطيط، الاستدلال وحلّ المشاكل، العقل، مراقبة الإندفاع، تنظيم الشعور، مثل التقمّص العاطفيّ والكرامة، وتنظيم السلوك.
- الفص الصدغي: إنه منفصل عن الفص الجبهي والجداريّ بتلفيف سلبيو وحدود الفص الغربيّ. يتدخّل في المعالجة السمعيّة واللغة. يتضمّن في أعمال الذاكرة وتنظيم الشعور.
- الفص الجداريّ:يملأ المنطقة التي تقع بين تلفيف رولاندو والجزء الأعلى من التلفيف الجداريّ-الجبهيّ. إنه مسؤول عن تضمّن المعلومات الحسيّة. يساعد على معالجة الألم والمس وغيره.
- الفص القذالي: إنه محدّد بحدود الفصَّين الجذاريّ والصدغيّ الخلفيّة. إنّه مسؤول عن البصر (ولكنّه يكلّف بعض معالجات البصر الفصوص الأخرى) (Kosslyn, 1994). ينظر في أوجه مثل الشكل، اللون والحركة ليشرح ويستنتج النتائج من الصوّر البصريّة.
- يحدّث بعض المؤلّفين عن فص خامس، الفص الحوفي: الجهاز الحوف مؤلّف من تراكيب مختلفة، منها اللوزة، الهلاموس، الهيبوثلاموس، الحصين، الجسم الجاسئ وغيرها. يعالج الجهاز الحوفي الأجوبة الفيزيولوجيّة للمنبّه الحسيّ. يتعلّق بالذاكرة، الانتباه، الشعور، الغريزة الجنسيّة، الشخصيّة والسلوك.
المراجع
Squire, L.R. (1992) Memory and the hippocampus: a synthesis from findings with rats, monkeys and humans. Psychol Rev, 99, pp.195-231.
Miller, E. K. (2000). The prefrontal cortex and cognitive control. Nat Rev Neurosci, 1 (1), 59-65.
Miller, E. K. y Cohen, J. D. (2001). An integrative theory of prefrontal cortex function. Annu Rev Neurosci, 24, 167-202.
Kosslyn, S.M. (1994) Image and brain: thre resolution of the imaginery debate. Cambridge, Mass; MIT Press.